قال الله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي
أحسن) [النحل: 125].
متى رأيت معروفاً متروكاً أو منكراً مرتكباً، سواء كان
المتلبس بذلك ممن تعرفهم أو ممن لا تعرفهم وجب عليك ان تأمر بالمعروف و تنهى عن
المنكر، إلا أنه لابد أن يكون ذلك موجهاً بالحكمة والموعظة الحسنة ليكون مؤثراً
نافعاً لا يدعو إلى النفور والعناد.
ارجع إلى سورة يس
قال تعالى(إذ
أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ
فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ * قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ
مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ
قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ
الْبَلاَغُ الْمُبِينُ ".
قرية صغيرة أرسل الله إليها اثنين من الأنبياء ،
فكذبتهما ، فأرسل نبيا ثالثا . وهنا قال رجل : هل الإسلام مسئولية الأنبياء فقط ؟..
أنا أيضا مسئول عن الإسلام ولى دور فيه. الإسلام ليس مسئولية العلماء فقط . كل مسلم
مسئول عن أن يأخذ بيد جاره وصاحبه .
القرية بها ثلاثة مرسلين لكن الآية تقول
: " وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا
الْمُرْسَلِينَ ** اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ
وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ** أَأَتَّخِذُ
مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي
شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ إِنِّي إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ" يريد أن يسمع الناس جميعا
تعلموا
من غيرة الهدهد
انظر إلى هذا الكائن البسيط الضعيف : هدهد سليمان عنده طابور
لجمع الطيور .
نظر فلم يجد أحدها فى مكانه . فسأل : مَا لِيَ لَا أَرَى
الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ
وكان الهدهد وهو قادم إلى حضرة سليمان ، نظر بعيدا فوجد أناس يسجدون للشمس
.
وبدأ الهدهد يقدر الأولويات : هل يترك الناس تسجد للشمس ؟ أم يذهب في
موعده للقاء سليمان ؟ ورأى أن يطير من اليمن لفلسطين و نحن لا نحاول هداية جار لنا
على بعد خطوة واحدة منا .
صاحبك في العمل يزني ويسكر ويفاخر أمامك بالفحشاء ،
فلا تتصدى أو تحاول هدايته .. ما هذا البرود في قلوب والمشاعر ؟
ويدخل
الهدهد العاشق لدينه على سيدنا سليمان ، ويقول له: " أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ
بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ** إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً
تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ " .
ومن
دقة الهدهد كان حريصا على الدخول حتى العرش لينقل لسليمان ما رآه بدقة :
(َوجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ
لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا
يَهْتَدُونَ ** أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ) ؟! هذا الطائر الصغير ، قلبه متوهج
بالحرارة اكثر من قلبك .
الا يسجدوا لله؟!.. معقول لا يسجد هؤلاء القوم
لربهم؟.. ومن هو الله يا هدهد؟.. يقول : (الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ) . فمعرفته
بالله من واقع رزقه وهو قد وصف عرشها بأنه عظيم ، فيعود ليستدرك: (لَا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)
تعلموا من غيرة الهدهد يا مسلمين .
يا من ترون الفتن حولكم فى كل وقت و حين ... أين انتم من التصدى لهذه الفتن
؟