طاووســـــــ
الملائكــــــــــــــة
إبليس طاووس الملائكه !
عظمة
القرآن تقاس بقدرته على الدهشه . .
والدهشه لا تكون بالإستسلام
للتفسير السائد . . المتوارث . . أحياناً . .
وهو تفسير يكتسب مع
الوقت والتكرار صفة القانون السرمدى . .
ولكن . . بتخطيه . .
والتمرد عليه . .
بتفسير لا يكون إنتظار ما هو منتظر . .
وإنما
إنتظار ما لا يُنتظر .
وربما كانت قصة آدم والملائكه وإبليس من
القصص التى تحتاج لتلك الدهشه فى تفسيرها . .
دهشه تتجاوز ما نعرف .
. وما نردد . . وما نكرر .
لقد أمر الله الملائكه أن يسجدوا لآدم
فى أكثر من سوره فى القرآن . .
فى سـوره طه : " وإذ قلنا للملائكه
إسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى " . .
وفى ســورة البقره نقرأ : "
وإذ قلنا للملائكه إسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى وإستكبر وكان من
الكافرين " . .
وفى سورة الإسراء نقرأ أيضاً : " وإذ قلنا للملائكه
إسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طيناً " . .
وفى
سورة الكـهف نقرأ كذلك : " وإذ قلنا للملائكه إسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس
كان من الجن ففسق عن أمر ربه "
يتكرر الأمر الإلهى للملائكه
بالسجود لآدم . .
وتتكرر جملة " إلا إبليس " . . ثم تكون إضافه هنا
أوهناك . .
فهو مره يأبى . .
ومره يستكبر . .
ومره
يفسق عن أمر ربه . .
وهو مره يعترض على السجود لمخلوق من طين . .
فمن
هو إبليس ؟ . .
ولماذا لم يسمع كلام ربه ؟ . .
وهل خلقه
الله بشفره تجعله يقبل ويعترض ؟ .
إن إبليس ليس ملاكاً . .
خلقه
الله من نار . .
مثل الجن . .
لكنه من كثرة العباده أصبح
ملاكاً . .
بل طاووس الملائكه . .
وقد كان بين الملائكه وهم
يتلقون أمر السجود لآدم . .
وهو ليس منهم . .
فلماذا تمرد
على أمر لم يصدره الله إليه فضاع بين الأقدام ؟ .
لو عرفنا كيف سجد
الملائكه لعرفنا لماذا لم يسجد إبليس . .
إن سجود الملائكه تلقائى
مثل إنجذاب زهرة عباد الشمس للشمس . .
فلو كان من بين سيقان عباد
الشمس عود ذره فلا يتحرك فى إتجاه الشمس . .
ولولم يتحرك فى إتجاه
الشمس فهو لم يخطىء . .
إن إبليس كان وسط الملائكه مثل عود الذره
وسط حقل من عباد الشمس وهو فى حالتنا الملائكه .
الملائكه مثل محطات
الإذاعه . .
كل محطه تستقبل تردداً واحداً . .
فلو إستقبلت
ذلك التردد نسمع صوتها . . تعمل . . تبث . .
كل ملاك مثل محطة إذاعه
له موجه مبرمج عليها وهى أسم معين من أسماء الله الحسنى . .
لو
سمعه إنتبه . . وإستجاب . .
كل ملاك له إسم إلهى لو سمعه تجلى به . .
فقد
خلق من نور هذا الإسم . . وهو لا يعرف غيره . .
هناك ملاك للرحمن .
.
وملاك للرحيم . .
وملاك للحى . .
وملاك للقدوس . .
لو
سمع كل منهم الإسم الذى خلق منه سجد .
وعلّم الله آدم أسماء
الملائكه . .
أسماؤها الإلهيه . .
أوالأسماء التى خرجت منها
الملائكه . .
يقول سبحانه وتعالى فى سورة البقره : " وعلم آدم
الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكه فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم
صادقين " . .
فكـان ردهم : " سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا " . .
فكل
واحد منهم لا يعلم من أمر نفسه سوى إسمه النورانى الذى خلق منه . .
فطلب
من آدم بعد أن علمه هذه الأسماء أن ينبئهم بها . .
أن يخبرهم
بالأسماء التى يتعرفون بها على أنفسهم ليسجدوا إلى الله . .
فكان
كلما نطق بإسم سجد الملك المخلوق منه . .
وهكذا حتى سجدوا جميعاً . .
والحقيقة
أنهم لم يسجدوا لآدم وإنما سجدوا لله فى إتجاه آدم . .
فآدم كان
مجرد جهه جغرافيه . .
آدم قبله وليس معبوداً .
لكن . . إبليس
لم يسجد . .
وعندما سأله الله عن ما منعه من السجود بعد أن تلقى
أمره . .
كان جوابه : " أنا خير منه . . خلقتنى من نار وخلقته من
طين " . .
وهنا نلاحظ أن الملائكه سجدوا بالتجلى الإلهى . .
أما
إبليس وهو ليس منهم فكان عليه أن يسجد بالأمر الإلهى . .
ونحن
البشر سجدنا أيضاً بالأمر الإلهى وليس بالتجلى . .
وهذا ما يعنى أن
الإنسان أفضل من الملائكه . .
فسجود الملائكه لا إجتهاد فيه ولا
طاعه فيه . .
سجود مثل إنجذاب الحديد للمغناطيس . .
لا مفر
منه . . الإنسان أفضل من الملائكه لأنه إستجاب للأمر الإلهى . .
دون
أن يكون مبرمجاً على تنفيذه مثل الملائكه . .
فكل من الملائكه
مبرمج على وظيفه محدده . .
السجود . . التعذيب . . أوغيرهما .
لكن
. . لو كان الملائكه مبرمجين على وظيفه واحده لا يعرفون غيرها
فكيف
قالوا لله سبحانه وتعالى تعليقاً على خلق آدم : " أتجعل فيها من يفسد فيها
ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " . .
كيف عرفت الملائكه أن
ذرية آدم سوف تفسد فيها وتسفك الدماء ؟ . .
بعض العلماء قالوا إن
الملائكه رأوا فى أنفسهم الأفضليه فعرضوا على الله أن يكون خليفته منهم . .
وحيث
الإختيار هنا " ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " . .
لكنهم عندما عرفوا
أفضلية آدم عليهم بالعلم الذى علمه الله له سجدوا وإعترفوا قائلين : " لا
علم لنا إلا ما علمتنا " .
والحقيقه أن الملائكه سألوا سؤالاً
إستفهامياً . .
وليس سؤالاً إستنكارياً . .
سألوا : " أتجعل
فيها " . . ولم يقولوا " لا تجعل فيها " . .
فمن أين عرفوا بفساد
ذرية آدم وسفكهم للدماء ؟ . .
قال بعض العلماء :
إن الملائكه
تحدثوا عن سابق خبره . .
تحدثوا عن بشر خُلِقوا قبل آدم وأفسدوا
وسفكوا الدماء فمحاهم الله .
لم يكن هناك خلق قبل آدم وذريته . .
والملائكه
عرفت بما سيحدث بالغيب . .
والغيب أنواع كما نعلم . .
غيب
الشهاده وهو غيب يعرفه العامه ..
وغيب الإراده ويعرفه الملائكه باسم
الله . .
وغيب الإيمان ويعلمه الصالحون من البشر . .
والغيب
المحمدى وهو قدر رسول الله . .
والغيب المطلق وهو ما يتعلق بالله .
.
فكأن الملائكه عرفوا بما فى الغيب من الله .
أما إبليس
فكان عنده علم يقينى فحجبه الله عنه فعماه . .
يقول شاعر صوفى :
لو
رأى الحق ما أبى من سجود . . عنه عين اليقين أخفت سناها ( نورها )
وقالوا
إن الله قذف فى قلب إبليس أن واحداً من المأمورين بالسجود لم يسجد فأصبح
عند إبليس علم
أكبر بهذا الأمر . .
واحد لم يسجد . .
فأراد
أن يراه . .
فإذا به فى النهايه هو هذا الواحد الذى لم يسجد . .
لا
حول ولا قوة إلا بالله