اليك وحدك يا قدس , اقول لك كل المهج , والقلوب وتحنو لرؤياك لبلسمة الجراح على ثراك , ماذا اقول فيك مهبط الرسالات وملتقى الأنبياء ؟ بين احضانك ولد المسيح , وفوق اجنحتك عرج الحبيب المصطفى الى السماء .
وانت ..... انت ... خلق الله المبارك , تقدست فسموك القدس وتباركت فكنت الأرض المباركة حنيني اليك يفوق كل حنين وانيني عليك يفوق كل انين........
اليك وحدك يا قدس اقول يا اولى القبلتين وثالث الحرمين , ادنسك اعداء الدين !! لا......... لا والف لا , فتراب ارضك طهر الملايين.
وفيك الكرامة والأباء, اطفال الحجارة والعطاء , قدموا الأرواح وخيرة ما يملكون فداء ,عز عندهم المدفع فلم ييأسوا فساروا طريق الشرفاء . وانا وحدي قابع في غربتي وشتاتي وعزلتي يحاكيني القهر ويسامرني الشقاء . ماذا افعل ؟ وماذا اقول ؟ وحدك يا قدس خفقان قلبي يعلن عن حبي ..يعلن عن موتي ... يعلن عن صمتي .... سواد الليل نور نقتبسه في غياب العظماء وولادة الموت عز نرتشفه امام اعين الجبناء . فماذا اقول ؟ وماذا اكتب ؟ اليك وحدك يا قدس يا حبيبة الغرباء وملقى الأحباء , فحياتي في المنفى كهيئة الحياه وموتي على ثراك بداية الحياه . انت لا تعلمين كم احلم بك ... كم اتمنى رؤيتك .. شاهدتك على التلفاز , نعم شاهدتك في الصور , نعم ... طبعتك في قلبي , نعم حفرتك على صدري , نعم ...
ولكني اتوق شوقا" للعيش بين ربوعك , استنشق هواءك العليل واستظل بفيئك الظليل, فهل اشتياقي يعاقبني عليها العالم الأسير ؟ وهل حلمي شيء مستحيل؟
فماذا افعل ؟ سوى انني اليك وحدك يا قدس اقول , لأن مناشدة العالم الأصم لا يهم , ومحاورة العالم الأعمى لا يهم, ومجاراة العالم الكسيح لا يهم .
من اجل كل هذا , ولأن الكون باسره ارادنا شعبا" بلا هوية وجسدا" بلا حرية , ستبقى رمزا" للعنفوان , وسيبقى قلمي يكتب خواطري وكل ما يجول في صدري , اليك يا قدس يا حبيبة الغرباء وملقى الأحباء.